معالي الوزير... هل هذه دبلوماسية الدولة؟!

هاني الفردان ... كاتب بحريني
hani.alfardan [at] alwasatnews.com
تصغير الخطتكبير الخط


يعبّر عن آرائه بجرأة، يحاور منتقديه، ويمتلك القدرة في الرد على معارضيه، يغرّد بالأخبار والمستجدات الدولية والمحلية التي تطرأ بحكم موقعه الحساس في النظام السياسي للبلاد.

إنه وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة الذي برز كأكثر شخصية رسمية تتفاعل مع عامة الناس من خلال حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، الذي يجتذب أكثر من 144 ألف متابع من الداخل والخارج حتى الآن.

بحسب أحد المواقع المتخصصة في قياس أنشطة الحسابات على موقع «تويتر»؛ فإن وزير الخارجية البحريني يغرّد بمعدل 8.8 يومياً يردّ من خلالها على متابعيه ومن يحاوره، ويعيد نشر بعض التغريدات المهمة أو مع من يتفق معهم بالرأي.

لوزير الخارجية، آراء ومواقف واضحة، وكلمات أثارت جدلاً ولغطاً واسعاً، ومنها على سبيل المثال «والله حالتكم حالة يا البحرينيين»، ودعوته «المعارضة» إلى «الرحيل إلى كوكب آخر». للوزير مبرراته، من تلك التغريدات نحترمها ونقدرها، وأن نختلف معها، كما نختلف مع الكثير من سياسات الدولة الداخلية والخارجية.

قبل أيام ومع تطورات الثورة المصرية، أثار معالي الوزير عبر «تويتر» حالةً من الاستغراب والدهشة، بعد أن غرّد بلحظات من إعلان وزير الدفاع المصري قائد القوات المسلحة عبدالفتاح السيسي «الإطاحة» برئيس مصر محمد مرسي، قائلاً: «يا (أبو) عبدالفتاح ...طاح العنب طاح... نادي عالناطور... يعطينا المفتاح»، وهي كلمات غنتها المطربة المشهورة سميرة توفيق.

وتساءل الكثير من المغردين: هل هذه «التغريدة» للوزير، تعبر عن الرأي الرسمي للدولة؟ وهل حملت هذه التغريدة نوعاً من أنواع «الشماتة» مثلاً؟، إلا أنه رد على من تحدّث عن الشماتة بقوله: «هذا رأيك».

لا أزال أذكر، وأذكر معالي الوزير، بتصريح له في مقابلة عبر قناة «العربية» في 22 سبتمبر/ أيلول 2012 عندما وجهت له القناة سؤالاً صريحاً وواضحاً، وهذا نصه: «طالما كانت تغريداتك عبر (تويتر) مثار جدل في الشارع البحريني، إلى أي مدى تعتبر تغريدات المسئول تنفصل عن سياسات الحكومة؟ وهل تغريداتك تمثل رأيك الشخصي، وأنت جزء من الحكومة؟

وجاء رد الوزير واضحاً هو الآخر وصريحاً، إذ قال وبشكل قاطع: «آرائي الشخصية لا تختلف عن سياسة دولتي، فأنا أعرف التوجيه والمجال الذي أتحدّث فيه، ولكن تختلف الأساليب والحروف والكلمات، فأنا أخاطب شعباً طيباً، وهذا الشعب الطيب في نهاية الأمر يقدر الشخص الذي يكلمه بلغة بسيطة وعفوية، ولا عندي شيء يعتبر رأياً شخصياً ورأياً رسمياً، وهذا شيء مؤمن به»، مؤكِّداً أن رأيه الشخصي لا يختلف عن رأي الدولة.

إذاً معالي الوزير، ما تقوله عبر «تويتر» من مواقف وآراء، هي لا تختلف عن آراء الحكومة، بل تأتي منسجمة ومتوافقة معها، وتعكس توجهها، خصوصاً في الشأن الدبلوماسي على اعتبارك وزيراً للخارجية.

ويبقى لنا سؤال بسيط جداً، ونحن نعرف بالرأي الرسمي للدولة وتوجهاته من القضية المصرية، ولكن هل أغنية سميرة توفيق تأتي منسجمةً مع سياسة الدولة؟ وهل كلماتها هي الأكثر قدرةً على إيصال الرسالة للشعب الطيب؟ وهل كلماتها أيضاً تأتي في إطار الحديث الدبلوماسي السياسي للتعبير عن الموقف الرسمي البحريني؟

لمعالي الوزير تغريدةٌ أيضاً نشرها يوم الجمعة الماضي قال فيها: «السح الدح امبو ادي الواد لابوه... ياعيني الواد بيعيط صعبان علي الواد... الواد عطشان اسقوه..»، وقد وقفت أمام هذه التغريدة لأفهم سياسة الدولة منها، وتوجهاتها الرسمية. وذلك بعد أن سلمنا وآمنّا بأن تغريدات الوزير وما يعبّر عنه عبر «تويتر» لا يختلف أبداً عن توجهات الدولة.

معالي الوزير/ ما هو توجه الدولة من التغريدة السابقة، مع تفهمنا لاختلاف الكلمات والحروف، وبساطة الكلمة وحاجة الشعب الطيب لمثل ذلك؟

معالي الوزير/ عبّر الكثيرون ومن خلال «تويتر» أيضاً عن دهشتهم، لما هو مكتوب، وبل ذهب بعضهم للتساؤل: «هل حساب وزير الخارجية البحريني مخترق؟»، ولو لم أكن متابعاً جدياً لحسابك معالي الوزير لذهبت معهم للتفسير ذاته.

معالي الوزير/ نتفق معك على أن الشعب البحريني طيب، إلا أنه مثقف، وعلى درجةٍ عاليةٍ جداً من الوعي، ولا أعتقد أن طيبة ووعي هذا الشعب، تجعل الخطاب معه بكلمات وسياسة «السح الدح امبو ادي الواد لابوه...».

هاني الفردان
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3957 - الإثنين 08 يوليو 2013م الموافق 29 شعبان 1434هـ