جعفر الخابوري Admin
المساهمات : 576 تاريخ التسجيل : 16/06/2013
| موضوع: حكومات مصر وشعب العراق الأربعاء يونيو 19, 2013 12:28 am | |
| حكومات مصر وشعب العراق
لا يجد العراقيون جوابا على سؤال يرددونه باستمرار، ومنذ أكثر من ثلاثين عاما، عن سبب منع الحكومات المصرية العراقيين من دخول مصر، فالرئيس مرسي وحكومته ـ كما يتردد- أنهم يخشون من دخول فئة معينة، ولأننا نأنف عن ذكر هذه المسميات في إطارها السياسي ونحترمها في جوهرها العقدي، فإن ما يستغرب منه العراقيون ولا يجدون تفسيرا له على الإطلاق، أن حكومة مرسي ـ رئيس مصر بعد ربيعها- ترفض منح العرب العراقيين من العشائر المعروفة بأصالتها وتاريخها ووقوف ابنائها مع مصر في حروبها ومحنها، ترفض منحهم سمة الدخول إلى مصر. قد يجد البعض عذرا للرئيسين السابقين السادات ومبارك في قرار منع العراقيين من دخول مصر- رغم أن ما يفترض أن يكون- أن ارضي مصر واثارها ونيلها ليست ملكا لحاكم أو جهاز مخابرات، وإنما هي ارض العرب وهكذا صار اسمها ـ ارض الكنانة- لكن ما هو عذر الرئيس مرسي وحكومته من مناصبة العراقيين جميعا العداء، ومنعهم من دخول مصر وهم يعيشون أكبر محنة في تاريخ العراق منذ عشر سنوات. قرر الرئيس المصري الراحل السادات حظر سمة الدخول على العراقيين، بعد أن تزعم العراق أواخر سبعينات القرن الماضي الجبهة العربية المناهضة لسياسة السادات في التقارب مع إسرائيل، على خلفية زيارته الشهيرة ولقائه قادة إسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، ولأن الظروف كانت تحتم بعض الحذر في ذلك الوقت، اقترح بعض المستشارين ورجال المخابرات المصرية عدم السماح بدخول العراقيين، ورغم مشاركة الغالبية العظمى من الدول العربية العراق في موقفه إلا أن القرار اقتصر على العراقيين. أثناء الحرب العراقية ـ الإيرانية (1980 1988) حصل بعض الانفراج في العلاقات العراقية المصرية، ومنذ اواخر السبعينات استقبل العراق ملايين المصريين ،الامر الذي اعطى دعما غير مسبوق للاقتصاد المصري وللملايين من العائلات المصرية، وفي عام 1989 تطورت هذه العلاقات، ودخل العراق ومصر واليمن والأردن في مجلس التعاون العربي، ومن اول القرارات التي اتخذها الرئيس الراحل صدام حسين، أن أمر جهاز المخابرات العراقي بغلق جميع الملفات المخابراتية المتعلقة بمصر، وحاول بعض كبار ضباط المخابرات العراقيين في ذلك الوقت الحصول على بعض الاستثناءات لملفات حساسة، لكن أمر الرئيس صدام كان صارما (لا توجس ولا خيفة مع مصر واهلها اغلقوا جميع الملفات) وهذه سابقة لم تحصل في دول العالم. لكن الحكومة المصرية لم تبادر إلى إلغاء القرار السابق بعدم منح العراقيين سمات دخول إلى ارض الكنانة. بعد اغسطس 1990 تشنجت الاجواء بين العراق والدول العربية وفي مقدمتها مصر، وقد تجد حكومة مصر ذريعة في عدم منح العراقيين سمات الدخول، لكن منذ عام 1996 عادت العلاقات الاقتصادية بين بغداد والقاهرة، وتبادل البلدان الوفود والزيارات، وارتفع ميزان استيرادات العراق من مصر بدرجات كبيرة، ولم تبادر حكومة الرئيس السابق حسني مبارك لإلغاء قرارمنع العراقيين. بعد الربيع العربي توقع العراقيون أن يشملهم هذا الربيع في مصر، لكن حكومة الرئيس محمد مرسي لم تتخذ خطوة مغايرة لتلك التي اتخذها الرئيسان السابقان السادات ومبارك، لكنها بادرت لفتح جميع ابوابها أمام الإيرانيين، وهنا ليس ثمة اعتراض على هذا القرار، لكن الذريعة في منع العراقيين في حقيقتها ترتبط بأمر ذات علاقة بإيران والعراق. واللبيب من الإشارة يفهم.
وليد الزبيدي كاتب عراقي wzbidy@yahoo.com | |
|