كشكول جعفر الخابوري الا سبوعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


جعفر عبد الكريم صالح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بقلم جعفر عبد الكريم صالح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 16/06/2013

بقلم جعفر عبد الكريم صالح Empty
مُساهمةموضوع: بقلم جعفر عبد الكريم صالح   بقلم جعفر عبد الكريم صالح I_icon_minitimeالجمعة يوليو 19, 2013 12:34 pm

لماذا نصوم .. بقلم : احلام الجندى

ها هو الزائر العزيز يعود بعد طول غياب وانتظار ، يعود بخيره وصفائه ، يعود ببره وأحسانه ، يعود فيطهر القلوب ويزكى النفوس ، ويجمع الأمة جمعاء على قلب واحد يصومون فى آن واحد ويفطرون فى أن واحد ، ويدعون فى وقت واحد ، ويعمرون مساجد الله فى جميع الصلوات ويجتمعون على صلاة القيام .

يعود فيعيد صلاة الأرحام وينشر الحب والوئام ، فقد صفدت الشياطين ومردة الجن ولم يعد لها على الإنسان سلطان ، وها هو الجوع يخمد جبروت النفس فيستجيب صاحبها لكل دعوة الى خير ويتنافس فى جميع أعمال البر ، فتكثر الصدقات ويكثرالتراحم و البر والإحسان ولما لا ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان جوادا فإذا ما جاء رمضان كان أجود من الريح المرسلة ، ونحن به نتأسى فنجود وننفق ونرعى المسكين واليتيم والفقير وذا الحاجة ونزيد فى ذلك عندما يقرصنا الجوع والعطش ونشعر بألم الحرمان والعوز ، مع قدرتنا وتوفر كل الخيرات لدينا فما بالنا بالمعدم والمحروم .

جاء رمضان شهر الصبر والعمل والارتقاء وواجب على على عاقل ان ينتبه ويتدبر الحكمة من فرض الصيام فليس لله حاجة فى تجويعنا وحرماننا ، أنما هى فترة تدريب على أخلاقيات يجب اتباعها والمداومة عليها وقد قالوا : من خالف عادته ومأثوره ثلاث أسابيع استطاع المداومة على ما استجد من السلوك بعدها .
وها هو شهر كامل اربعة أسابيع ثلاث للتدريب ورابع للتثبيت فما الذى يجب ان نتعلمه من الصيام ونتدرب عليه ونثبته ليكون سلوكنا طول العام ؟
يمكن ان نعرف الغرض من هذا الركن إذا عرفنا لماذا فرضه الله علينا من قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " .
اى ان هذا التدريب لستم وحدكم من ستتدربون عليه وليس شاق لا يمكن تحمله فقد درب عليه من قبلكم من الأمم ولا يزال الغرض المشترك بينكم وبينهم من ورائه تحقيق التقوى وقد عرف العلماء التقوى بأنها : " الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والرضا بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل ".

والخوف من الجليل : يعنى مراقبته والإخلاص فى العمل لوجه وعدم مخالفة أوامره وعدم إتيان نواهيه ، والصيام فريضة اختص الله بها نفسه فقال " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به " لأنه ما من مخلوق يعلم إذا كان الصائم صائما حقا الا الله سبحانه لذا بين أنه إذا كان أجر اى عمل معلوم الحسنة بعشر أمثالها ومن هذه الحسنات يقتص الخلائق من بعضهم بعضا يوم القيامة ، فأن الصوم أجره لا يحدده الا الله حيث يضاعفه أضعافا مضاعفة كما يتباين الخلق فى الأجر وفقا لاجتهادهم فيه فرب صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش فليس أجر من يضبط سلوكه وافعاله وخواطره احتراما لصومه كمن تغلبه نفسه ولا يحسن ضبطها ، كما ان أجر الصيام لا يدخل فى القصاص يوم القيامة لذا سيكون سببا فى نجاة صاحبه إذا فنيت حسناته بالقصاص – وان كان الصائم الصادق لن يصل به الحال الى هذا الحد - وإدخاله الى الجنة من باب الريان الذى لا يدخل منه الا الصائمون .

والعمل بالتنزيل : أى بكتاب الله سبحانه واتباع شرائعه واحكامه وكلنا يعلم ما من شهر يقرأ فيه القرآن وتطالع فيه احكام الدين من منبعه كما يحدث فى رمضان لذا يجب ان نستحضر هذا أثناء تلاوتنا ولا يكون هم أحدنا آخر السورة وعد الختمات ولكن التدبر والاعتبار والعزم على التهذيب والتغيير والالتزام .

والرضا بالقليل يتمثل بأعلى معانيه فى شهر الصيام او هكذا يجب ان نتعلم فليس الصيام شهر الأكل والطعام والتسوق والاستعداد له بكل انواع الطعام والتخزين له طول العام ، ولكن يجب ان يكون انفاقنا وطعامنا فى رمضان أقل بكثير عن غيره حتى مع وفرة الخير لأن الغرض تأديب النفس ومخالفة هواها واستشعار جوع المحروم االذى لا يجد ما يكفيه .

والاستعداد ليوم الرحيل اى لا يغر الأنسان البقاء فى الدنيا مهما طال بقاءة ومهما قويت صحته ومهما اتسع رزقه فهذا كله متروك ولا بد من العودة الى الله والمثول بين يديه والحساب على ما قدم ان خيرا فخيرا وإلا فكل نفس بما كسبت رهينة .

ومن مجمل كل هذا وعلى مدار الشهر نكون تدربنا على :
الطاعة -الاخلاص فى العمل – الصبر على المشاق – الرحمة بالضعيف – النظام فى كل امور الحياة - الاحسان فى الفعل والقول – ضبط النفس ومخالفة هواها - تدبر القرآن وملازمة تلاوته – الحفاظ على الجماعة – الإيثار – الاتحاد والتعاون لخير الناس – القناعة – التدبير – حفظ الأمانة – التكافل - المراقبة - علو الهدف - حفظ الحقوق .

فإذا خرجنا من الشهر الكريم يكون قد ترسخ بداخلنا كل هذا فمن وفقه الله حافظ على اتباعه طول العام فهلا انتبهنا واعتبرنا ؟

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا ودعاءنا وصالح اعمالنا ، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وبلغنا ليلة القدر ، واجعلنا من عتقاء شهر رمضان ، واحفظنا فى أمن وأمان وسلامة وإسلام ووفق رئيسنا للخير وأعنه ببطانة خير وأمدده بمدد من عندك .
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lkjnckh.yoo7.com
 
بقلم جعفر عبد الكريم صالح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كشكول جعفر الخابوري الا سبوعي :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: