شراء الأصوات وشباب الحراك السياسي

سالم الواوان
الزبدة
23/07/2013
شراء الأصوات وشباب الحراك السياسي
اخواننا المصريون يقولون: "اللي تعرف ديته اقتله"... ومن يبيع صوته يعرف المرشح ديته وثمنه ومن ثم سيتخلى عنه ويقتله سياسياً لأن ثمنه بات معروفاً فمن باع صوته باع نفسه, وبات كسير العين أمام من اشترى هذا الصوت. وحينما تتقدم إليه طالباً مساعدته ستكون رخيصاً في نظره ولا تستحق أن يقف معك لإنجاز معاملتك بل هل تعلم أن المبالغ التي اشتراك بها قد حصل عليها من طرق غير مشروعة منها غسيل الأموال وتجارة المخدرات والخمور, وصفقات الأسلحة والمناقصات, وتجارة الإقامات, والمتاجرة بعرق الناس, والكثير من المداخل غير النظيفة, ومنها أخيراً الدعم الحكومي, ولكن هذا لا يصل الى حد المبالغ المطروحة في بورصة شراء الأصوات.
هناك أسماء تتداول وبقوة ليس في الدائرة الثالثة فقط ولكن في كل الدوائر عن ظاهرة شراء الاصوات واحاديث الدواوين تكشف الكثير من هذه المصائب التي ابتليت بها الحياة السياسية في الكويت فباتت الذمم والأصوات والأمانات تباع وتشترى واتضح ان مالا كثيرا ينفقه هؤلاء والسؤال: من أين جاءوا بهذه الأموال? وكيف حصلوا عليها في مدة قصيرة? وهي إذا كانت موجودة عند بعض العوائل الكويتية الاقتصادية المعروفة منذ تأسيس الدولة فقد يكون الأمر طبيعياً لكن أن نجدها لدى بعض المرشحين الذين باتوا بين ليلة وضحاها وفي فترة وجيزة ينفقون مبالغ طائلة لشراء الاصوات فان هذا المال مشبوه كما ان مشتري الاصوات يسعى الى شراء الذمم من أجل الفوز بالانتخابات حتى يهيمن على المال العام من خلال الوقوف ضد المشاريع والقوانين التي يريدها أن تفصل على مقاسه ومن كان يدفع به للوصول.
وكان بالأمس يطلق على المجلس المبطل "أبوربع" أما المجلس المقبل سيطلق عليه مجلس أبوالفلوس أو مجلس سماسرة شراء الأصوات أو مجلس شنطة الرقعي وغيرها من المسميات الأخرى.
ثق ايها الناخب ان المرشح الذي اشتراك سيقتل في داخلك حقوقك التي كفلها الدستور وتصبح في نظره سلعة رخيصة لا تستطيع أن تواجهه, ولا يمكن لهذا المرشح في حالة فوزه أن يساهم في تحقيق تنمية وتحقيق مصالح المواطن, ورغم أن المقربين منه يعلمون أنه نكرة ورائحته كريهة ويده غير نظيفة, لكنهم متمصلحون منه وتراهم يجاملونه على حساب حتى سمعتهم.
نحن لا نقول إن هذا ينطبق على كل المرشحين, هناك وجوه وطنية ترفع الرأس وعلينا أن ندفع بها, لكن للأسف أصبحت العملية الانتخابية مشوهة وتحيط بها الكثير من الاتهامات, وهذا أمر غير محمود فنحن نريد مجلسا خاليا من الأمراض والفتن, وأصحاب اليد القذرة, ولكن لا يمكن أن نفرز وجوها وطنية تنشل البلد إلا من خلال وعي الناخب وليس شراء الناخب.
لقد ترددت كثيراً في هذا السؤال الذي أود أن أطرحه على شباب الحراك السياسي الذي بالأمس جال في ساحات الإرادة ودهاليز الأسواق والحدائق وداسوا في بطون العالم وتطاولوا على مقام سمو الأمير وقذفوا سمو الشيخ ناصر المحمد في سيل من الاتهامات الجارحة, والذين بعضهم اليوم يتردد على ديوانه اسألهم: أين هم وأغلبيتهم المبطلة وقادتهم مما يحدث من عمليات شراء الأصوات, ليس على مستوى فرد إنما على مستوى "بلوكات", أم أنهم شركاء في ما يحدث من محاولات إفساد الحياة السياسية?
وأخيراً أقول للمرشح الذي يشتري الناخب كيف تستطيع مواجهة زوجتك وأولادك وأنت تعرف يقيناً انك وصلت إلى المجلس بالغش والتدليس ودفع الرشاوى لأنك تريد الوصول إلى المجلس من أجل مصالحك الشخصية وليس مصالح البلاد والعباد... التاريخ لن يرحمكم... كفانا الله شركم.

* صحافي كويتي
Salem alwawan@yahoo.com