وحدة المسلمين..........

باختصار
وحدة المسلمين

وحدة المسلمين في جوهر الإسلام، هي صوابية الانتصار، وعكسها تفتيت وخذلان وانكسار. لم يعرف العرب والمسلمون في تاريخهم انتصارا الا وكانت الوحدة مدخلها واساسها، وعندما تراجع المسلمون ليتقدم غيرهم كان التفتيت، والشاهد الأمين على تجربة المسلمين في الأندلس التي انقرضت بفعل التشرذم والتفتيت والتقاتل فيما بين اهل الاسلام انفسهم.
اليوم تطرح مشاريع مذهبية من النوع التفتيتي، فلقد نضبت تقريبا سلة التآمر الغربي على الأمة، وبقيت لعبة واحدة يدور رحاها على العقل الإسلامي: كيف نفتت المسلمين وكيف نجعلهم مجموعات متناحرة وعلى مدى سنوات طويلة، بل كيف نحولهم إلى قطعان تأتمر بأوامر الغرب، يحركهم بريموت كونتروله، يتزعمهم، يصنع لهم الهدف كي يحصد النتيجة .. يقدم لهم حكمته الخاصة كونهم مسلمين من نوع الضحك على الذقون، يرفع أمام عقول جيلهم الصغير بتجربته وثقافته ما هي الأفكار التي تنشط فيهم توترهم.
يتشارك الغرب مع بعض العرب في تلك الصياغة والصناعة الهدامة. نعرف أسباب الغرب في انكبابه على اللعبة، ولكننا نعرف أكثر لماذا يقف هذا البعض العربي معها، شاريا وبائعا، دافعا الأموال، ومحرضا، راميا آلاف المخربين وسط الأماكن التي هي هدف تلك اللعبة.
هي آخر الألعاب الجهنمية التي يسوقها الغرب للمنطقة مستفيدا من جذور لها في تاريخ المسلمين وخصوصا في الاندلس كما قلنا، وفي بعض التجارب المذهبية والفتن التي كان يلعن الرسول العربي كل من أيقظها. لا ينتبه العقل الصبياني لمقولة الرسول لأنها تحجب عنه، كل ما يرمى إليه هي الفتنة ومشتقاتها، وكيفية تنفيذ الوسائل التي تصنعها، تحشى العقول وقبلها يتم غسل ما فيها من براءة وطهارة، ثم يتم ادخال المفاهيم الوسخة شحنات وراء شحنات إلى ان تتم السيطرة التامة، وبعدها التنفيذ.
لا بد اذن من الانتصار على طواهر مدمرة للمسلمين والاسلام في آن معا. كما لا بد ان ينتصر المسلمون على كل ظاهرة فتنوية بكشف لاعبيها والتحريض ضدهم. لا شك ان هنالك وسائل اعلامية وعبر محطات فضائية متعددة تمول برساميل عربية هي ذاتها من يلعب هذا التاريخ القذر.
فلماذا اذن لا تنهال المصائب الا على المسلمين، ولماذا العرب والمسلمون وحدهم من بين اهل الأرض يعيشون الشغب وهو على ازدياد. العوامل التحريضية ضاغطة بقوة على جسم الأمة الاسلامية ومن بينهم العرب من اجل تفجير الواقع الاسلامي. ثمة خريجون من مدارس استخباراتية عالمية بلباس ديني يلعبون بمهارة كل وسائل الفتنة المدمرة، ويقال ان آلافا منهم تم تخريجهم من تلك المدارس لأدوار تنتظرهم. هم يتحدثون بالإسلام، لكن على طرق مختلفة، فيها سم في الدسم، وفيها اصطناع لتوتير الجيل المسلم من اجل اضعاف مناعته، وبعدها إرساله إلى المهمات المحددة، فينفذ دون اعتراض.
لم يعد المسلمون هم المهددون بل الاسلام ايضا دينا وحضارة. أكثر من مليار مسلم على شفير ان يتحولوا إلى وقود لمعارك وهمية مصنوعة من أجل حروب فيما بينهم تؤدي إلى حروب المائة عام وأكثر.

زهير ماجد