كشكول جعفر الخابوري الا سبوعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


جعفر عبد الكريم صالح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مصر والعنف السياسي... انزلاق خطير صوب الفوضى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 16/06/2013

مصر والعنف السياسي... انزلاق خطير صوب الفوضى Empty
مُساهمةموضوع: مصر والعنف السياسي... انزلاق خطير صوب الفوضى   مصر والعنف السياسي... انزلاق خطير صوب الفوضى I_icon_minitimeالخميس أغسطس 22, 2013 2:57 am

مصر والعنف السياسي... انزلاق خطير صوب الفوضى

شبكة النبأ: تشهد مصر أزمة سياسية متفاقمة رافقتها أسوأ أعمال عنف دامية في تاريخ البلاد الحديث، لتسقط أكثر البلدان العربية سكانا في حالة من الفوضى المضطردة تنذر بانزلاق بلاد الفراعنة نحو موجة عنف خطيرة، مع استمرار المواجهات والصدمات المتتالية بين أنصار مرسي وقوات الأمن المصرية، أدت الى ما يشبه حرب الشوارع في مناطق متفرقة راح ضحيتها مئات القتلى من الجانبين، وتلقي الحكومة المصرية باللوم في العنف على الاخوان المسلمين الذين يصرون على مواصلة التظاهر للمطالبة بعودة مرسي الى السلطة رافضين السلطات الجديدة، لتحدث هذه الأحداث المتلاحقة استقطابا لم يسبق له مثيل منذ سنوات.
فيما تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بقمع المتظاهرين، وقد بلغت العلاقات المصرية التركية مرحلة اكثر تعقيدا مع تبدل سحب السفير والغاء مناورات عسكرية، حيث اثارت الحملة ضد انصار مرسي انتقاد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي للسلطات المصرية لكن مصر حظيت بدعم من دول عربية غنية مثل السعودية التي تخشى منذ فترة طويلة من امتداد ايديولوجية الاخوان الى دول الخليج، في حين وجهت الولايات المتحدة لوما محسوبا للجيش فأخرت تسليم اربع مقاتلات اف-16 والغت مناورات عسكرية مشتركة لكنها لم توقف مساعدة سنوية لمصر بقيمة 1.55 مليار دولار يذهب اغلبها لتمويل امدادات اسلحة امريكية الصنع، وتجد الولايات المتحدة نفسها في موقف حرج ويرى بعض الخبراء ان واشنطن واقعة بين فكي كماشة منذ سنتين ونصف بين جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها محمد مرسي والليبراليين المناهضين للاسلاميين"بقيادة الجيش الذي استعاد السلطة بعد عزل الرئيس، حيث عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من عزل الجيش إلا أنها لم تدن هذا الترك أو تصفه بأنه انقلاب عسكري مما أثار تكهنات بأن الولايات المتحدة تؤيده ضمنيا.
في حين يرى بعض المراقبين ان السلطات المصرية التي تسلمت الحكم بعد ان عزل الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي وكثفت تهديداتها بتفريق المتظاهرين المؤيدين له بدون ان تتحرك حتى الان، تواجه سجالات حامية بين الرافضين والمؤيدين للحوار مع الإسلاميين، بينما رأى بعض المحللين ان تزايد الخطر في سيناء، سيدفع الحكومة للقول ان ما يجري دليل على ان الاسلاميين يقعون في الارهاب، وذلك يخفف قليلا من الضغط عليها، ويرى هؤلاء المحللين أن الاعتصامان الأخيران يمثلان أبرز بؤر التوتر في المواجهة بين الجيش الذي عزل مرسي ومؤيديه الذين يطالبون بإعادته الى منصبه، وعلى نطاق واسع يعد الاعتصامان الورقة الأخيرة في أيدي الإخوان المسلمين في الوقت الذي ضعفت فيه قيادتهم وخسرت الجماعة كثيرا من شعبيتها في الشارع.
فعلى الرغم من تشكيل حكومة مصرية جديدة على اثر ازاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي، وضعت هذه الازمات آنفة الذكر الحكومة الجديدة أمام تحديات ضخمة أبرزها خطر استمرار المواجهة العنيفة مع جماعة الاخوان، وصعوبات التنفيذ السريع لجدول زمني طموح من اصلاحات دستورية وانتخابات تشريعية ورئاسية، والمشاكل الاقتصادية تلقي بثقلها على فرص النجاح.
يضاف الى كل ذلك عودة التوتر الامني الى سيناء في الاونة الاخيرة، في الوقت نفسه تصر جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي على إعادته لمقعد الرئاسة قبل انضمامها للعملية السياسية، التي رفضت الاعتراف بالحكومة الجديدة التي يرأسها الاقتصادي المخضرم حازم الببلاوي وقالت انها غير شرعية.
لذا يرى أغلب ويرى محللون أن العلاقة بين الاخوان المسلمين والحكومة الجديدة وصلت مرحلة حرجة مع إصرار كل طرف على موقفه والمضي في طريق التحدي حتى النهاية، وان ما تمر به مصر من صدامات سياسية وديمومة التعارض السياسي الحاد، يبقيها على حافة مواجهة سياسية عنيفة، خاصة مع استمرار جماعة الأخوان بتعهداتها بشأن استمرار الاحتجاجات ومواجهة القوات الأمنية التي تذكي العنف، وعليه فإن هذه الموجة الدراماتيكية من النزاعات السياسية تضع المصريين على مفترق طرق في نهاية المطاف إذا استمر الوضع الحالي كما عليه طويلا.
استمرار العنف والفوضى
في سياق متصل لقي نحو 36 من انصار جماعة الاخوان المسلمين حتفهم اثناء ترحيلهم الى سجن بمصر فيما حذر وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي من انه لن يتسامح ازاء العنف وحث الاسلاميين على تغيير موقفهم، وقالت احدث الارقام الصادرة عن الحكومة المصرية ان ما لا يقل عن 830 شخصا قتلوا منذ في اشتباكات بين انصار الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الامن في اسوأ اعمال عنف سياسية في تاريخ مصر الحديث.
واعتقلت الشرطة المئات من انصار جماعة الاخوان التي ينتمي اليها مرسي خلال الايام القليلة الماضية في محاولة من قبل الحكومة المدعومة من الجيش لانهاء الاحتجاجات المستمرة منذ اسابيع وفرض سيطرتها على الدولة، وقالت الحكومة ان من بين القتلى 70 من قوات الامن. وقالت وزارة الداخلية ان مجموعة من المعتقلين حاولوا الهرب من سجن على مشارف القاهرة وأضافت ان 36 توفي نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع عندما تدخلت الشرطة لتحرير ضابط احتجزه المعتقلون رهينة.
وتعهد وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي باتخاذ موقف صارم ضد العنف لكنه قال لانصار مرسي في كلمة بث عبر التلفزيون ان "مصر تتسع للجميع"، وأضاف السيسي في أول تصريحات علنية منذ ان فضت قوات الأمن اعتصامين لانصار مرسي انه يطالب انصار مرسي " بمراجعة مواقفهم الوطنية وأن يعوا جيدا أن الشرعية ملك للشعب يمنحها لمن يشاء ويسلبها متى يشاء وأن حماية الدولة ستبقى أمانة فى أعناق الجيش والشرطة والشعب المصري".
ونظمت جماعة الاخوان الواقعة تحت ضغط كبير منذ أن اقتحمت الشرطة اعتصامين لأنصار مرسي في القاهرة وقتلت مئات من مؤيديه المزيد من المسيرات في انحاء البلاد للمطالبة باعادة مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات حاشدة على سياساته.
ودعا زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء إلى انهاء حالة الطواريء التي اعلنت وإلى شراكة سياسية تضم كل الاحزاب وتضمن حقوق الانسان بما في ذلك حق التظاهر. إلا أن مبادرته تتعارض فيما يبدو مع ما لمح اليه رئيس الوزراء حازم الببلاوي من حل جماعة الاخوان وهو ما سيدفعها للعمل سرا، واستمر اجتماع الحكومة لنحو اربع ساعات لكنه لم يسفر عن اعلان فوري بصدور اي قرارات مهمة. وقال مسؤول امني طلب عدم الكشف عن اسمه ان اي مقترحات سياسية او ادانات خارجية لن تؤدي إلى تغيير الموقف الخاص باتخاذ اجراءات مشددة ضد الاخوان، وأضاف "نحظى بدعم الشعب. الجميع يقف الان ضدهم (الاخوان) حيث يعتبرون هذه الجماعة منظمة ارهابية مسلحة ليس لها مستقبل كقوة سياسية"، وبدأت الحركة الطبيعية تعود الى شوارع العاصمة المصرية القاهرة التي كانت خالية في معظمها خلال الايام القليلة الماضية بخلاف نقاط المواجهات وان اغلق الجيش عددا من الميادين الرئيسية المهمة وفرض حظر التجوال ليلا. وخلال الليل يفتش الجنود الذين يقفون عند نقاط تفتيش السيارات بحثا عن أسلحة، وعادت البنوك والبورصة الى العمل لاول مرة منذ فض اعتصامي أنصار مرسي وانخفضت الأسهم 3.9 بالمئة، وقال عامر خان مدير شعاع لادارة الأصول في دبي إنه ما دامت هناك اراقة دماء في الشوارع فلن يشجع ذلك المستثمرين الأجانب والإقليميين على الشراء في مصر. بحسب رويترز.
وقال السيسي في كلمته لضباط الجيش والشرطة ان رسالته لانصار مرسي هي ان "مصر تتسع للجميع". لكنه حذر من انه "لن نسكت أمام تدمير البلاد والعباد وحرق الوطن وترويع الآمنين ونقل صورة خاطئة للاعلام الغربي بوجود اقتتال داخل الشارع".
لكن عددا متزايدا من أعضاء الكونجرس الامريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري طالب يوم الأحد بوقف المعونة السنوية لمصر، وقال السناتور الجمهوري جون مكين "بالنسبة لنا الصمت ومتابعة ما يحدث انتهاك لكل شيء نمثله." واضاف ان هناك خطوات أخرى يمكن أيضا أن تتخذها الولايات المتحدة مثل حجب الدعم لقرض صندوق النقد الدولي أو وقف شحنات قطع الغيار، ويقول الاتحاد الاوروبي انه سيراجع العلاقات مع مصر، وسعى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي لاجهاض اي محاولة غربية لاستخدام تدفق المساعدات كأداة ضغط وقال في مؤتمر صحفي ان مصر ستراجع من جانبها كل تلك المساعدات والنوايا المرتبطة بها.
من جهته قال متحدث حكومي في مصر إن رئيس الوزراء حازم الببلاوي اقترح حل جماعة الاخوان المسلمين بشكل قانوني وان الحكومة تبحث الاقتراح حاليا، وقال المتحدث شريف شوقي إن الببلاوي قدم الاقتراح لوزير التضامن الاجتماعي وهي الوزارة المسؤولة عن منح التراخيص للمنظمات غير الحكومية. واضاف شوقي إن هذا الاقتراح يجري بحثه حاليا.
الغرب يدين العنف في مصر ويراجع العلاقات معها
من جهته طلب الاتحاد الأوروبي من أعضائه دراسة "الإجراءات المناسبة" التي قد يتخذها ردا على أعمال العنف في مصر بينما أكد زعماء الاتحاد الأوروبي أهمية توجيه رد موحد، وقتل حوالي 50 شخصا في القاهرة وحدها في المظاهرات التي دعت إليها جماعة الاخوان المسلمين تحت اسم "يوم الغضب" بعد يومين من حملة عنيفة للشرطة قتل فيها المئات.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان "إنني على اتصال دائم مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وطلبت من ممثلي الدول الأعضاء إجراء نقاش والتنسيق بشأن اتخاذ إجراءات مناسبة"، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تحدثت هاتفيا مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إن الحكومة الالمانية ستراجع علاقاتها مع مصر في ضوء التطورات الأخيرة ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ خطوة مماثلة. بحسب فرانس برس.
ودعت ميركل وأولوند وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي للاجتماع لمناقشة طبيعة علاقات الاتحاد مع القاهرة، وسيجتمع دبلوماسيون كبار في الاتحاد الأوروبي في بروكسل لتقييم الوضع وأي إجراء. وسيحضرون كذلك لاجتماع طارئ محتمل لوزراء خارجية دول الاتحاد، وتحدث أولوند أيضا مع رئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا. وجاء في بيان صادر عن مكتب أولوند ان الزعيمين طالبا بوقف العنف في مصر والعودة الى الحوار الوطني والانتخابات، وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن كاميرون اتصل هاتفيا برئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو للتعبير عن قلقه تجاه الوضع في مصر، وجاء في البيان "اتفقا على ان الاتحاد الاوروبي يحتاج الى توجيه رسالة قوية وموحدة بضرورة وقف العنف والانتقال الى ديمقراطية حقيقة وهو ما يتطلب من كل الاطراف التوصل الى حل وسط."
يوم غضب دام في مصر
فقد قتل 70 شخصاً على الاقل في "يوم غضب" دام في مصر شهد اشتباكات جديدة تحولت الى ما يشبه حرب الشوارع في مناطق متفرقة بين قوات الامن ومتظاهرين مؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي، ووضعت الحكومة المصرية هذه الاحداث في اطار مواجهة "مخطط ارهابي" تقوده جماعة "الاخوان المسلمين"، بعد يوم من اعطاء وزارة الداخلية قواتها الضوء الاخضر لاستخدام الرصاص الحي.
في المقابل، اعلنت السعودية والاردن تأييدهما لما تقوم به السلطات المصرية، وحذر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز من المساس بالاستقرار في مصر، في موازاة ذلك، نظم الاسلاميون في دول عدة، على رأسها المغرب والاردن وفلسطين والسودان وباكستان وتركيا، تظاهرات تأييد لـ"الاخوان المسلمين" في مصر، مطالبة بإعادة الرئيس المعزول الى السلطة، وبدأت احداث اليوم الدامية عقب صلاة الجمعة حيث خرج المئات في تظاهرات مناهضة للسلطات الجديدة في مدن متفرقة تلبية لدعوة وجهتها جماعة الاخوان لاحياء "يوم غضب" رداً على فض اعتصامين رئيسيين لها في القاهرة الاربعاء، في عملية قتل فيها وفي اعمال عنف مرتبطة بها 578 شخصاً.
وفي القاهرة، التي عاشت منذ الصباح اجواء متوترة ترافقت مع اجراءات امنية احترازية بينها نشر اعداد اضافية من قوات الامن، وقعت اشتباكات في محيط ميدان رمسيس وسط العاصمة تخللها اطلاق نار من اسلحة رشاشة، كما اظهرت لقطات تلفزيونية.
وبحسب شهود عيان، عمد بعض المتظاهرين الى القاء انفسهم عن جسر قريب خوفاً من قوات الامن التي كانت تتقدم في اتجاههم، ووضعت 39 جثة على الاقل في مسجدي الفتح والتوحيد في منطقة ميدان رمسيس عقب الاشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين المؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول، بحسبما افاد مصور لوكالة "فرانس برس" وشهود عيان مستقلون.
وقال امير مقار من رمسيس انه شاهد "عدداً من مناصري مرسي مصابين باصابات مختلفة ويتلقون العلاج في مستفى ميداني في مسجد"، وتصاعدت اعمدة الدخان الاسود في سماء ميدان رمسيس، الذي تقع فيه محطة القطار الرئيسية بالبلاد، بعدما اشعل انصار مرسي النيران في اطارات السيارات، وذلك بحسب الشاهد ذاته، وقال الصيدلي احمد ابراهيم عبر الهاتف وهو يشارك في مسيرة رمسيس: "انا هنا ضد عودة حكم العسكر وليس تاييدا لمرسي"، واضاف: "نهتف الشعب يريد اعدام السفاح"، في اشارة منه لوزير الدفاع المصري الفريق عبد الفتاح السيسي الذي قاد عملية عزل مرسي مطلع تموز (يوليو) الماضي، وفي انحاء اخرى من البلاد، افادت مصادر طبية رسمية عن مقتل 27 شخصاً.
ففي مدينة الاسماعيلية الواقعة على قناة السويس، قتل اربعة اشخاص واصيب 11 اخرون بعدما اطلق الجيش الرصاص لتفريق تظاهرة مؤيدة لمرسي امام مسجد الصالحين في المدينة الساحلية، بحسب ما افاد مصدر امني.
وفي شرق مصر، قالت مصادر طبية ان "شخصا قتل في اشتباكات بين انصار الرئيس المعزول والشرطة اثناء محاولة اقتحام مركز شرطة العرب ببورسعيد" على قناة السويس.
وقال شاهد العيان اسلام البلاسي عبر الهاتف ان "انصار الرئيس المعزول مرسي هاجموا قسم شرطة العرب بالاسلحة الالية بعد تشييع احد ضحايا فض اعتصام رابعة"، مضيفا ان "الجيش ناشد المواطنين عدم النزول للشارع"، واوضحت مصادر امنية ان "شخصاً على الاقل قتل واصيب 7 اخرون في اشتباكات بين انصار مرسي وقوات الامن بالعريش أثناء محاولتهم اقتحام عدة مقرات امنية بالمدينة المضطربة"، وقال شاهد العيان هيثم راضي ان "القتيل سقط امام مبنى المطافىء في العريش"، كما خرجت مسيرات مماثلة في مدينتي الغردقة على البحر الاحمر وطنطا في محافظة الغربية في الدلتا حيث وقعت اشتباكات سقط فيها ضحايا، ودعا متحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين الى انهاء تظاهرات الجمعة وتنظيم مسيرات يومية.
واعلن الانبا مرقص اسقف شبرا انه "تم الغاء الخدمات والاجتماعات اليومية في الكنائس بحسب ظروف كل كنيسة"، موضحاً انه "جرى احراق 40 كنيسة ودار خدمات على مستوى مصر" في الايام الماضية.
وقالت الحكومة في بيان الجمعة انها "والقوات المسلحة المصرية والشرطة وشعب مصر العظيم يقفون جميعا يدا واحدة في مواجهة المخطط الارهابي الغاشم من تنظيم الاخوان على مصر".
وطالب البيان المصريين بالتمسك "بوحدتهم الوطنية والانصراف عن أي دعوة للإنقسام في ضوء الأحداث التي تشهدها البلاد"، وفي ردود الفعل، اعلن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز دعم بلاده للسلطات المصرية في مواجهتها "ضد الارهاب"، مؤكدا ان ذلك "حقها الشرعي"، ومحذرا من ان "التدخل" في شؤون مصر الداخلية "يوقد نار الفتنة"، بدوره، اعلن وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان بلاده تقف الى جانب مصر في سعيها لفرض القانون، مؤكدا ان اهمية مصر تتطلب من الجميع "الوقوف ضد كل من يحاول العبث بأمنها وامانها"، اذ قررت مصر الغاء تدريبات عسكرية بحرية مشتركة مع تركيا احتجاجا على "التدخل في الشان المصري"، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية، وجاء ذلك بعدما اعلنت كل من القاهرة وانقرة استدعاء سفيرها للتشاور.
الغاء المناورات العسكرية وإبقاء المساعدات
على صعيد نفسه الغى الرئيس الاميركي باراك اوباما المناورات العسكرية التي كان من المقرر ان تجريها الولايات المتحدة قريبا مع مصر احتجاجا على مقتل مئات المتظاهرين المصريين، الا انه لم يوقف المساعدات العسكرية السنوية البالغة 1,3 مليار دولار لذلك البلد.
ودعا اوباما السلطات المصرية الى رفع حالة الطوارئ والسماح بالتظاهر السلمي، منددا "بقوة" بقمع المتظاهرين، وقال اوباما للصحافيين من مارثازفاينيارد حيث يقضي اجازته "رغم اننا نريد مواصلة علاقاتنا مع مصر، فان تعاوننا التقليدي لا يمكن ان يستمر كالمعتاد عندما يتم قتل مدنيين في الشوارع"، وقال اوباما ان الولايات المتحدة ابلغت مصر انها علقت مناورات "برايت ستار" (النجم الساطع) والتي تجري بين جيشي البلدين كل عامين منذ العام 1981، وفي العام 2009 شارك اكثر من 1300 جندي اميركي في تلك المناورات التي شاركت فيها كذلك المانيا والكويت وباكستان، وكانت هذه المناورات علقت قبل ذلك في 2011 اثناء ثورة 25 يناير التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك الذي كان حليفا مقربا من واشنطن.
وقال اوباما ان مرسي لم يكن رئيسا "للجميع" وانه "ربما عارضته غالبية" المصريين، واضاف "رغم اننا لا نعتقد ان القوة هي الطريق لحل الخلافات السياسية، الا انه وبعد تدخل الجيش قبل عدة اسابيع، كانت لا تزال هناك فرصة للمصالحة ولمواصلة المسار الديموقراطي"، وقال اوباما ان مصر اتخذت "مسارا اكثر خطورة".
واعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل انه اتصل برئيس اركان الجيش المصري وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليعرب له عن قلق واشنطن بسبب احداث فض الاعتصامات، الا ان هيغل قال في بيان ان "وزارة الدفاع ستواصل علاقاتها العسكرية مع مصر، ولكنني اوضحت ان العنف وعدم اتخاذ خطوات كافية باتجاه المصالحة يهددان العناصر المهمة في تعاوننا الدفاعي الطويل"، وقال مسؤولون في الادارة الاميركية انهم يقومون بمراجعة المساعدات الاميركية الى مصر، الا انه لم يصدر عنهم اي اعلان، وتجاهل اوباما سؤالا من احد الصحافيين حول المساعدات الاميركية لمصر التي تتلقى واحدة من اكبر المساعدات العسكرية منذ توقيعها معاهدة السلام مع اسرائيل في 1979، ويواجه اوباما ضغوطا متزايدا لوقف تلك المساعدات. ونشرت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست مقالين انتقدتا فيه موقفه بشدة، وقالت واشنطن بوست ان ادارة اوباما "شريكة" في حملة القمع لانها اظهرت لحكام مصر ان "تحذيراتها ليست لها مصداقية"، وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اشاد سابقا بالجيش وقال انه "يعيد الديموقراطية" للبلاد، الا انه تراجع عن تصريحاته لاحقا. بحسب فرانس برس.
ودعا السناتور الجمهوري راند بول الى الوقف الفوري لتلك المساعدات. واتهم القوات المصرية باستخدام عربات عسكرية اميركية لقمع المحتجين، وقال بول في بيان "فيما +يدين اوباما العنف في مصر+ فان ادارته تستمر في ارسال مليارات من دولارات دافعي الضرائب للمساعدة على العنف".
كما قال السناتور الديموقراطي باتريك ليهي، الذي يعرف عنه انتقاده للانتهاكات العسكرية في الخارج، انه بموجب القانون الاميركي "يجب وقف المساعدات لمصر الى حين استعادة الديموقراطية"، الا ان محاولات بول لوقف المساعدات العسكرية لمصر اخفقت في مجلس الشيوخ في 31 تموز/يوليو حيث ايد معظم اعضاء حزب اوباما الديموقراطي موقف الرئيس، الا ان اسرائيل الولايات المتحدة الى مواصلة تقديم المساعدات لمصر نظرا لضرورتها في الحفاظ على معاهدة السلام وضمان تعاون الجيش في قمع المتشددين الاسلاميينن واشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي الى "اهمية الدور الذي تلعبه مصر في استقرار المنطقة"، واقرت بالتاثير المحدود لالغاء المناورات العسكرية، وصرحت للصحافيين "لا اعتقد ان احد في الحكومة يعتقد ان الغاء مناورات برايت ستار ستغير التحركات على الارض". ووسط العنف على الساحة المصرية دعت الخارجية الاميركية المواطنين الاميركيين الى مغادرة مصر وعدم التوجه الى ذلك البلد.
تواصل الاحتجاجات الاخوانية
الى ذلك اكدت جماعة الاخوان المسلمين، التي ينتمي اليها الرئيس المعزول محمد مرسي، الاستمرار في موقفها المتشدد من السلطات الجديدة داعية الى مسيرة جديدة في القاهرة غداة يوم دام قتل فيه المئات، وقال خالد الخطيب رئيس الادارة المركزية للرعاية العاجلة في الوزارة لوكالة فرانس برس ان 318 متظاهرا قتلوا خلال عملية فض الاعتصامين المؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في القاهرة.
كما اقتحم عدد من عناصر جماعة الاخوان المسلمين مبنى محافظة الجيزة، جنوب القاهرة، واشعلوا فيه النيران، بحسب لقطات عرضتها قناة "سي بي سي" التلفزيونية الخاصة، وتعرضت ايضا اربع كنائس على الاقل في مناطق مختلفة الى هجمات، في وقت اتهم ناشطون مسيحيون انصار الرئيس المعزول بشن "حرب انتقامية ضد الاقباط"، واكدت السلطات المصرية اغلاق معبر رفح البري على الحدود مع قطاع غزة لاجل غير مسمى بسبب الاوضاع الامنية في البلاد، ولم يصدر حتى الان اي رد فعل رسمي من اسرائيل على الاحداث في مصر.
وقال عمر حمدي (23 عاما) لوكالة فرانس برس وهو يتمشى مع ثلاثة من اصدقائه بين السيارات المتفحمة وعربات الشرطة والجيش "كان لا بد مما حصل، لم تكن هناك طريقة اخرى". واضاف "الناس هنا لم تكن قادرة على العيش، وما حصل كان لا بد منه"، غير ان علي عبد الحق (57 سنة) قال وهو يسير مع زوجته بين سيارات مقلوبة على جانبها "ما حدث حرام، كان يجب ان تحكيم المنطق".
وتابع "الناس اختارت رئيسها واعطت اصواتها له، فهل نرمي الاصوات بهذه البساطة؟"، في اشارة الى مرسي الذي اطلقت عملية عزله من منصبه على ايدي الجيش اعتصامات منددة بما اسمته "الانقلاب على الشرعية"، كما قال المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد على موقع "تويتر" ان جماعته ستبقى "سلمية، وقوية"، وستمضي "الى الامام حتى نسقط الانقلاب العسكري". بحسب فرانس برس.
ورغم العدد الكبير لضحايا فض الاعتصامين، اشادت غالبية الصحف المصرية بالعملية، وعنونت صحيفة "الاخبار" على صحفتها الاولى "وانزاح كابوس الاخوان"، وكتبت الصحيفة الحكومية ان مصر "عاشت امس لحظات فارقة في تاريخها"، مضيفة "سامح الله من جعلنا نعيش كل هذا القلق والتوتر، من اجل ماذا؟ من اجل كرسي زائل استخدموا الدين فيه كوسيلة للضحك على الناس".
من جهتها، عنونت صحيفة "الشروق" المستقلة على صفحتها الاولى "الامن يطوي صفحة اعتصامي رابعة والنهضة"، والقت بمسؤولية اعمال العنف على مناصري مرسي حيث اعتبرت ان المواجهات اندلعت "بعدما لجأت لجماعة الاخوان المسلمين الى +خيار العنف+"، في مقابل ذلك، استنكرت الصحافة الاوروبية والاميركية الاحداث الدامية التي رافقت فض الاعتصامين، وطالبت واشنطن بممارسة ضغوط لوقف اعمال العنف.
شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 20/آب/2013 - 12/شوال/1434
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lkjnckh.yoo7.com
 
مصر والعنف السياسي... انزلاق خطير صوب الفوضى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مصر والعنف السياسي... انزلاق خطير صوب الفوضى
» المجتمعات الامريكية... متلازمة السلاح والعنف
» المشهد السياسي في تونس: أيام غضب
» تسييس الطائفية يكشف الإفلاس السياسي
» هل أساءت حركات الاسلام السياسي للاسلام؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كشكول جعفر الخابوري الا سبوعي :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: